الدكتور حمام محمد زهير
تيارت
عدد المساهمات : 3
 العمر : 58
 | موضوع: مفهوم الاسطورة في الادب الشعبي الحلقة الثانية  الجمعة أغسطس 17, 2012 5:28 am | |
| تاريخيا مضبوطا للأحداث الجارية
عبر ماضي الجماعات بل هي تمثل تاريخا قبليا، تتوارثه
الأجيال المتعاقبة عن طريق التلقين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ويرى K.O.MULLER[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أن الأسطورة أحاديث مصورة
لأحداث تاريخية حقيقية واقعية بينما يخالفه بكوملان أن الأساطير هي في الحقيقة
مجموعة من الأكاذيب ولكنها أكاذيب كانت لقرون طويلة حقائق يؤمن بها الناس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. حولت الأسطورة صفات الإنسان الفلسفية والجمالية لحياته الإجتماعية التي
يعيش واقعها، بعد فتور إهتمامه بتعليل الظواهر الطبيعية، بحيث أصبحت
الأسطورة حاجة روحية تظهر إنفعالات شعورية ولاشعورية، تأملات في المستقبل تحقق ما يعجز عن تحقيقه في الواقع . أولا : :علاقة الأسطورة
بالشعر:
يقول شتراوس علينا أن نعتبر الأسطورة في داخل
الكلام وخارجه تنتمي إلى مجال الزمن القابل للاسترجاع RETROSPECTIF بينما ينتمي الكلام الملفوظ إلى زمن غير قابل للاسترجاع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
تعتمد الأسطورة في
تقنياتها على استخدام الظلال الشعرية للكلمة في أية
لغة ذات وجهين، وجه دلالي يرتبط بالمعاني المباشرة للمسميات، ووجه آخر سحري، متلون
بظلال متدرجة بين الخفاء والوضوح، فكلمة شمس على سبيل المثال تدل على الجرم
السماوي المضئ ولكنها في الوقت نفسه تعكس في النفس معاني أخرى فهي الوضوح، وهي
الانتظام وهي الصحو والعقل وهي الحقيقة.
اكتشف الإنسان نوعا جديدا من التعبير، هو التعبير
الرمزي، ويعد هذا التعبير الرمزي عاملا مشتركا في كل الأفعال الحضارية أي في
الأسطورة، والشعر، واللغة والفن والدين والعلم، وتتميز هذه الأفعال باختلافاتها
الكثيرة وان كانت تحقق مهمة واحدة، وهذه هي الموضة.
وقد ذهب دور كهايم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إلى القول
باستحالة قيام أي فرد بوضع أسطورة، وأن
ما يبتدعه أدباء
مثل ملفيل وكفكا ليس أسطورة في رأي هايمان، وإنما تخيل فردي يمثل عملا رمزيا يوازي
الأسطورة، لأنها تعبر عن طقس عام، فالأسطورة نتاج الشعب كله بدلا من شاعر واحد ،
لذلك كانت الأساطير التي اخترعها أفلاطون قبل
هؤلاء، خارج كتاب ( الجمهورية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) مثل أسطورة
أسرى الكهف، وأسطورة اختيار النفس لمصيرها، وأسطورة الحساب
بعد الموت، لشرح وتوصيل أفكاره المجردة، ولعلمه بما
للأسطورة من سيطرة على النفوس ومن مقدرة على تثبيت الأفكار والمعتقدات . الأسطورة إجمالا، ليست واقعا مستقلا، لكنها تتطور مع الظروف التاريخية وأحيانا تحافظ على شهادات غير متوقعة حول حالات
منسية وللأسطورة مقدرة فائقة على الإفصاح[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عن مكنون
النفس البشرية، وعن عالم الأفكار المجردة، تعجز عنها اللغة المحكية ،وذلك لأنها
تمتلك لغة خاصة بها قادرة على ترجمة اللامعقول، واللامفهوم إلى
ضرورة ناطقة مفعمة بالحياة ،صارخة بالأحداث والأساطير دائمة الهجرة والترحال
،وأنها بلون الحضارة التي تحل بها واليها
تفد حتى لا يمكن القطع بصحة نسبتها إلى بلاد بعينها، وأبرز مثال على ذلك الأساطير
اليونانية التي يستشهد بها دائما على أنها أساطير، وكيف أن كثيرا منها مستمد من
تراث الشعوب المجاورة، فأوربا أخذت الأفكار الأساسية من أساطير الشرق القديم
ومزجتها مع ما كانت تحمله في مواطنها من بذور أسطورية خاصة بتاريخها القديم. ويرى ستروس[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أن في الأسطورة متسعا لحصول أي شيء، وتتابع الأحداث لا يخضع لأية قاعدة من قواعد
المنطق أو العلاقات ،ممكنة الحصول، غير ان هذه الأساطير التي تبدو اعتباطية في
ظاهرها، تخضع لنفس المواصفات. بل كثيرا ما نجد فيها نفس التفاصيل، وذلك في أنحاء مختلفة من
العالم،ويرى صلاح عبد الصبور ان الأسطورة انها تنزع إلى تجاوز العلاقات، وردود
الأفعال العادية للحياة، وتسجل الوعي الإنساني واللاوعي معا، والأسطورة نظام فكري
متكامل استوعب قلق الإنسان الوجودي . ويرى سميث[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ان الأسطورة تستنبط من العادات والشعائر كما انها
تفسير وتأويل لشعائر دينية ومن
الشعائر المهمة في الأسطورة ،أنها تمثل السعي نحو السعادة الذي يجده الإنسان فيها،
وأنها تعبر عن الإحساس بأن في الطبيعة ازدواجية .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - سعيد يقطين : الثقافة الشعبية و
الثقافة الوطنية – المناهل – مجلة فصلية – وزارة الثقافة ، الرباط 1983- ص 10 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - عصام بهي : إستلهام التراث الشعبي و الأسطوري
في مصرح صلاح عبد الصبور ، مجلة فصول 1981- ص 140 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - نعيم عطية: مسرح صلاح عبد الصبور بين ثلاثة من الدارسين – مجلة النقد
الأدبي العدد الأول، القاهرة 1981 – ص 150 [/right] | |
|
