بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
صفات الله سبحانه تعالى
الأول بلا بداية ، وحيّ دائم ، لا يموت ولا ينتهي ، وغني قائم بذاته ، لا يحتاج إلى غيره ، وواحد لا شريك له ، قال الله - تعالى - : بسم الله الرحمن الرحيم { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }{ اللَّهُ الصَّمَدُ }{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ }{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } . [ سورة الإخلاص ، الآيات : 1 - 4 ] .
معنى الآيات :
لما سأل الكفارُ خاتم المرسلين عن صفة الله أنزل الله عليه هذه السورة ، وأمره فيها أن يقول لهم :
الله واحد لا شريك له ، الله هو الحي الدائم المدبر ، له وحده السيادة المطلقة على الكون والناس وكل شيء ، وإليه وحده يجب أن يرجع الناس في قضاء حاجاتهم .
لم يلد ولم يولد ، ولا يصح أن يكون له ابن أو بنت أو أب أو أم ، بل نفى عن نفسه ذلك كله أشد النفي في هذه السورة وفي غيرها ؛ لأن التسلسل والولادة من صفات المخلوق ، وقد ردّ الله على النصارى قولهم : المسيح ابن الله ، وعلى اليهود قولهم : عزير ابن الله ، وعلى غيرهم قولهم : الملائكة بنات الله ، وشنَّع عليهم هذا القول الباطل .
وأخبر أنه خلق المسيح عيسى ، عليه السلام ، من أم بلا أب بقدرته ، مثلما خلق آدم أبا البشر من تراب ، ومثلما خلق حواء أم البشر من ضلع آدم ، فرآها إلى جنبه ، ثم خلق ذرية آدم من ماء الرجل والمرأة ، فقد خلق كل شيء في البداية من العدم ؛ وجعل بعد ذلك لمخلوقاته سنة ونظاما لا يستطيع أحد أن يغيرهما سواه ، وإذا أراد أن يغير من هذا النظام شيئا غيّره كما يشاء ، كما أوجد عيسى ، عليه الصلاة والسلام من أم بلا أب ، وكما جعله يتكلَّم وهو في المهد ، وكما جعل عصا موسى ، عليه الصلاة والسلام ، حية تسعى ، ولما ضرب بها البحر انشق فصار سوقا عبر منه هو وقومه ، وكما شق القمر لخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعل الشجر يسلم عليه إذا مر به ، وجعل الحيوان يشهد له بالرسالة بصوت يسمعه الناس ، فيقول : أشهد أنك رسول الله ، وأُسري به على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم عُرج به إلى السماء ومعه الملك جبرائيل حتى وصل فوق السماء ، فكلمه الله سبحانه وتعالى ، وفرض عليه الصلاة ، وعاد إلى المسجد الحرام في الأرض ، ورأى في طريقه أهل كل سماء ، وذلك كله في ليلة واحدة قبل طلوع الفجر ، وقصة الإسراء والمعراج مشهورة في القرآن وأحاديث الرسول وكتب التاريخ .
ومن صفات الله تعالى :
السمع والبصر ، والعلم والقدرة ، والإرادة ، يسمع ويرى كل شيء ، لا يحجب سمعه ورؤيته حجاب .
ويعلم ما في الأرحام ، وما تُخفيه الصدور ، وما كان وما سيكون ، وهو القدير الذي إذا أراد شيئا قال له : كن فيكون .
ومن صفاته التي وصف بها نفسه المقدسة :
الكلام بما يشاء متى شاء : وقد كلم موسى عليه الصلاة والسلام ، وكلّم خاتم الرسل محمدا صلى الله عليه وسلم ، والقرآن كلام الله حروفه ومعانيه ، أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو صفة من صفاته ، وليس مخلوقا كما يقول المعتزلة الضالون .
ومن صفات الله - تعالى - التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسله :
الوجه واليدان ، والاستواء والنزول ، والرضى والغضب ، فهو يرضى عن عباده المؤمنين ، ويغضب على الكافرين ، وعلى مرتكبي موجبات غضبه ، ورضاه وغضبه كباقي صفاته ، لا تشبه صفات المخلوق ولا تُأوَّل ولا تُكيَّف .
وثبت في القرآن والسنة أن المؤمنين يرون الله - تعالى - عيانا بأبصارهم في عرصات القيامة وفي الجنة ، وصفات الله - تعالى - مفصلة في القرآن العظيم ، وأحاديث الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .
دمتم برعاية الله وحفظه