السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
فهنالك العديد من المعايير التي تدل على الخلق العالي و حسن الخلق لأي إنسان ومن بين هذه المعايير ما ورد في حديث نبينا العظيم محمد صلى الله عليه و سلم رواه البيهقي أوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة
فقال: { يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟ قال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك}
الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 3510
خلاصة حكم المحدث: حسن
فهذه هي قمة و أوج ما يوجد في الأخلاق و هو أن تكافئ و تجازي كل من أساء إليك بالخير و الإحسان إلى أن يغلب و ينتصر خيرك على شره فأين نحن من هذا الحديث النبوي الشريف و من كل هذه المعايير و هذه المقاييس؟؟
هنالك ثلاث مؤثرات أساسية تؤثر في سلوكيات الفرد المكون للمجتمع الأسرة و المدرسة و المجتمع وأول من يتحمل المسؤولية في هذا التأثيرهي الأسرة لأنها هي الأساس و العماد في التربية و توجيه الفرد إما إلى التقويم و الإصلاح أو الإنحراف و الضياع ثم المدرسة و لها أهمية قصوى بعد الأسرة لأنها آخر محطة و آخر فرصة في التوجه الأخلاقي فإن لم يصلح سلوك الأفراد في هذه المرحلة الممتدة بين الأسرة و المدرسة فسيفوتهم قطار الإصلاح و سيضيعون إلى الأبد ثم المجتمع الذي يأتي أخيرا ليجمعنا و ليلمنا بما كسبناه و ما تحلينا به من سلوكيات و أخلاقيات إما حميدة أو خابثة فلو كان كل واحد منا قد أصلح و سقم نفسه أولا و ممن هم مقربين منه و ممن حوله ثانيا لما وصل بنا الأمر إلى هذا الحد لأن معادلة التقويم و الإصلاح تقول بأن صلاح النفس بصلاح القرب و الجوار و صلاح القرب و الجوار بصلاح المجتمع
فالمطلوب منا هو أن نتعامل مع من هم حولنا بمسؤولية الحفاظ على حقوقهم و مصالحهم بعدم التعدي عليهم و ظلمهم قولا و فعلا وبإقامة صلة الوصل و الرحم بين المتخاصمين و المبتعدين و أن نعفوا و نسامح بعظنا و كل من ظلمنا فهكذا يجب أن نكون و هذا ما يجب أن نقتدى به و نتعامل به في حياتنا العامة و الخاصة
و الســــــــلام